-A +A
الأمير سلطان بن تركي بن عبدالعزيز ال سعود
جسد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود منذ توليه مقاليد الحكم خلفا لأخيه العظيم الملك فهد بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ روح المودة بين أبناء شعبه فبادلوه الحب بالحب لأن نزعته الإنسانية والأبوية، وجمعه بين الوقوف على الحق بصلابة، والرأفة والتسامح هي صفات الواثق بنفسه وشعبه وأمته الأمر الذي مكنه من تسارع خطواته الإصلاحية والتنموية، وتحقيق أمانيه الغالية للانتقال بوطنه إلى العالمية علما وإنجازا وتقدما، حيث كان ذلك همه الدائم وعمله الدائب صباح مساء..
فلقد كان مؤسس هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) هو أول من قدم نفسه كقائد وأب أسرة يفتح الأبواب ويستقبل الناس بروح الإنسان الذي لا يميز نفسه عن غيره، هذه الروح انتقلت للأبناء بكل خصائصها وصفاتها ومنها ميزة الصدق مع النفس، الملك عبدالله جعل المواطنة لا تنتمي لجنس وإقليم ومنطقة، لأنه يدرك أن وحدة وطنه تحققت بسبب هذا الانسجام والتلاحم، وتأسست على الحق الذي رعاه شرعنا العظيم.

فالمحبة المتبادلة، التي رسخها لا تبنى على الشعارات والآمال الكاذبة، وإنما هي شعور ينبع من قناعة الإنسان الذاتية ومن صدق مشاعره دون دعاية أو وصاية وهذا التلاقي بين المواطن وزعيمه جاء عفويا وصادقا، فهو بطبيعته العادية أوجد هذه الروح المليئة بالمشاعر المتدفقة مع كل مواطنيه..
والمملكة الآن لكل ذلك هي الواجهة العربية والإسلامية وتحظى باحترام دولي، إذ أصبحت بسياساتها المعتدلة وسط عالم مضطرب مركز الثقل في الإدارة السياسية، وظلت مع أشقائها العرب الداعم والمساند لحق المواطن في تطلعاته ومطالبه..
وإسلاميا مع تطبيق العقيدة السمحة بدون تسييس يفرز الإرهاب لأن الإسلام ذاته، لم يكن ليصمد ويتجاوز الأزمنة لولا عدالة دعوته ونقاء قيمه..
والملك عبدالله بشخصيته الوطنية والعربية المتميزة أصبح شخصية مؤثرة في محيطه وخارج محيطه، وجاء ذلك بناء على منجز سياسي وتنموي راقبته عيون محايدين فكرموه بما يستحقه..
إن من الصعب جدا أن نحصر إنجازات خادم الحرمين الشريفين ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة للبيعة .. وهي إنجازات شملت كل المجالات منها التعليمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والإعلامية وتطوير مؤسسات الدولة المختلفة وتوسيع دائرة المواطنة من خلال تبادل الرؤى والأفكار وطرح المفاهيم بعيدا عن المناطقية والقبلية والمذهبية.
وأفعال الملك عبدالله كبيرة وهائلة وتعدادها لا تكفيه بضع كلمات تكتب، لأن ما قام به يتجاوز ذلك، وما عرفناه عنه يحفظه الله أنه لا تهمه الألقاب ولا المديح لأنه نذر نفسه للعمل داخليا وخارجيا.
ولا يفوتني هنا الإشارة إلى الدور المهم الذي يساهم به سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بكل صدق وإخلاص ومؤازرته للحفاظ على منجزات هذا الوطن ودعم مسيرته التنموية مؤكدا بذلك أنه رمز للوفاء والمحبة والإخاء وهي من مزايا الأمير سلمان المعروفة للجميع.